الخميس، 22 نوفمبر 2012

غزة...



بعد حلمِ ثماني أيامٍ بكل روتينات الحياة..
بالعيش بسلام..
بالعودة للجامعة..
لرؤية أهلنا وأحبابنا..
لرؤية رونق الحياة وجمال طيبة النفس "الأصدقاء"
بحرٌ كنا نخشى عدم رؤيته مجدداً..
كنا نخشى فقدان أحدٍ منهم..
فقدان أرواحٍ لامست فؤادنا..
لامست صميمنا وخلجات قلوبنا..
عاشت بكل ملامحها في نفوسنا...
في تلك الليالي التي كنا نرى الموت بأمؤم أعيننا...
عندما رأينا دموعَ الأطفال وخوفهم والأفظع!!!
من استشهدوا
من كانوا ضحايا مجزرةٍ بشعة..
هي بالأصح..
"فتكُ دماءِ الأطفال"
أتعلمون لمَ..؟؟؟!
فقط لأنهم في يومٍ سيكبرون...
ويدافعون عن أرضهم..
أي كي لا يصبحوا من الكتائب أو ما شابه ذلك..
نعم..
حرموهم معنى الطفولة..
حرموهم الابتسامة..
يتموهم..رَمَلُوا أمهاتهم..
حرموهم من إخوتهم..
حرموهم من أبسط حقوقهم..
هي العيش بأمـــــــــــــــــــــــان..
حسبنا الله ونعم الوكيل على أولئك الكفرة..
من قتلوا أناسٍ عزيزين على قلوبنا..
من دمروا البيوت على رؤوس ساكنيها..
دمروا الطبيعة..أصبح هناك جرادٌ قاحل يغزو كل محافظات غزة..
ولكن..
لا يعوض فقدان الأحبة..
وبعد هذا..
بدأ شعبنا يتوحد..!
الضفة والقطاع..
تضامنوا معنا...
نحن الدمَ الواحد..
لم يعُد هناك ما يسمى ..حكومة رام الله أو غزة..
أصبحت واحـــــــدة..
مقاومتنا الباسلة بغزة  والضفة..
هرعوا اليهود..أصبحوا يحلمون بهم في منامهم..
ونحن هنا في غزة رسمنا البسمة على شفاهنا عندما علمنا وشاهدنا درجة الذعر والهرع التي تغزو أماكن وجودهم...
وهم كالفئران في الملاجئ...
و لا أنسى أبداً ذاك اليوم الذي سمعتَ فيه أن نتنياهو  هرع من شدة خوفه من صواريخ مقاومتنا إلى الملجئ..
وعلامات الرعب والخوف تبدو على وجه ذاك القطة..
ذاك الأبله..
الذي يتمََ أطفالنا..
بكل وحشيةٍ وهمجيةٍ..
  لا أنسى ذاك الوقت بقربِ المغرب عندما علمتُ خبر استشهاد زميلةً كانت معنا في المدرسة..
انهمرت دموعنا عليها وعلى أمها وجدتها عندما علمنا ذاك الخبر..
ما ذنبها وذنب صغارنا..؟؟
هل حملوا صواريخ أو جاهدوا أو وقفوا في وجهكم.؟؟!
أجيبوني أيها الأغبياء..؟!
لا أنكر أن مصر وقفت معنا وأتت إلى مجمع الشفاء وبدأت هتافاتهم لنصرة غزة..
وفي الوقت فعل الصهاينة أحقر شيء..
قاموا بقصف المجلس التشريعي والعباس وهما بالقرب من مجمع الشفاء..
لم يحترموا وجودهم...
وأيضاً تركيا ورئيسها خرجوا بمظاهرات مناشدة بوقف إطلاق النار على غزة..
وغيرهم أيضاً..
ولا أنسى ليلة قبل أمس عندما أعلنوا أنه ستوقع هدنةٌ اليوم..
وبدأت الإذاعات بالهتاف..
ولكن..!
غدروا بنا...
قتلوا شعوراً ولحظاتٍ كنا نشتهيها..
وكانت الطائرات تضرب وتقصف في كل مكان وضرباتٍ متواصلة..
وأمس بعد معاناة وألم..
أعلنوا عن دخول حيز تنفيذ الهدنة التاسعة مساءاً..
فبدأت القلوب بالخفقان..
لأنها ستعاود الحرية..
ولكن أصبحت تاسعة ودقائق والطائرات والمدفعية تقصف في كل مكان..
ولحظاتٍ قليلة وغزة عاشت بُشريات النصر..
فرضت مقاوماتنا شروطها..
وانتصرنا...
وغرب الاحتلال مكسوراً...
بدأت المساجد بالتكبيرات..
وفي كل منزلٍ في غزة..
بدأت طلاقاتٌ تخرج فرحةً بالنصر..
لم أشهدَ غزة مثل أمس..
أجواء العيد أقلُ بكثير مما سمعناه وشاهدناه..
وبدأ الجميع بتوزيع الحلوى..
وبدأت الرسائل تنهال على هواتفنا بالنصر...
وعادت قلوبنا هادئة..
ولكن الفرحة الحقيقية هي بتحرير الأقصى..
فهنيئاً لنـــــا
^__^

ليست هناك تعليقات: